عيد الأضحى

عيد الأضحى المبارك

أما بالنسبة لعيد الأضحى فجمهور العلماء على أن الأضحية في أيام عيد الأضحى ليست فرضاً بل سنة مؤكدة، أي: مستحبة مؤكدة اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا أيضاً هو رأي الخليفتين الراشدين الأولين أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وقد صح في سنن البيهقيعن حذيفة بن أسيد قال: قال حذيفة بن أسيد (رأيت أبا بكر وعمر لا يضحيان كراهية أن يقتدي بهما الناس في ذلك).

ولم يريدوا تحديدًا أن يقلدهم الناس ويجعلوا ذلك تقليدًا أو يظنوا أنه فرض. ومع ذلك فإن ما كان يخشاه الخلفاء الراشدون يحدث اليوم. لا حرج إذا لم تقدموا أضحية حيوانية. يمكنكم القيام بأشكال أخرى من الأضاحي. قال الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}. وَلِذلِكَ سَخَّرْناهُمْ لَكُمْ لِتَعْبُدُوا اللَّهَ عَلى ما رَزَقَكُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ 10 أي على ما أنعم به عليكم من الهداية. وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ (قرآن كريم: 22: 37). ومن ثم جاز لك أن تنشغل بغير ذلك من أنواع القربات، ومن ذلك الدعوة إلى الرفق بالحيوان وكف الأذى عنه. وقد صحح ابن حزم، وروى عن الإمام التابعي الفقيه ابن المسيب والإمام الشعبي أنهما قالا: قالا: إنفاق ثلاثة دراهم في سبيل الله: ( إنفاق ثلاثة دراهم في الصدقة أحب إلينا من الأضحية ) . وثبت في أثر آخر صحيح عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال: إني لأدع الأضحية وأنا أقدر عليها مخافة أن يظن جاري أنها واجبة عليَّ، وإن كنت أقدر عليها. وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ ما أبالي لو ذبحت ديكاً، لأن أنفق ثمنه على يتيم أو مسكين أحب إلي من أن أضحي. رَوَاهُ مُصَنَّفُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ عِنْدَ الْعَلَّامَةِ أَبِي الْحَسَنِ السُّلَيْمَانِيِّ، وَمَشْهُورٌ حَسَنٌ) .

هؤلاء كانوا أقرب الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم فهمًا لتوجيهاته وأوامره. ولكنهم مع ذلك لم يؤمنوا ببساطة أن هذا العمل كان عملًا مطلوبًا ووجدوا طرقًا أخرى لتحقيق الهدف، وهو إطعام المحتاجين.